الخميس، 25 فبراير 2010

كل عام وانتم بخير بمناسبة المولد النبوى الشريف مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

قصيدة ولد الهدى ( احمد شوقى) لمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولد الهدى فالكائنات ضياء **** وفم الزمان تبسم وسناء

الروح والملأ الملائك حوله **** للدين والدنيا به بشراء

والعرش يزهو والحظيرة تزدهي **** والمنتهى والسدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلا من سلسل **** واللوح والقلم البديع رواء

يا خير من جاء الوجود تحية **** من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا

بك بشر الله السماء فزينت **** وتوضعت مسكا بك الغبراء

يوم يتيه على الزمان صباحه **** ومساؤه بمحمد وضاء
يوحي إليك الفوز في ظلمائه **** متتابعا تجلى به الظلماء

والآي تترى والخوارق جمة **** جبريل رواح بها غداء

دين يشيد آية في آية **** لبنائه السورات والأضواء

الحق فيه هو الأساس وكيف لا **** والله جل جلاله البناء

بك يا ابن عبدالله قامت سمحة **** بالحق من ملل الهدى غراء
بنيت على التوحيد وهو حقيقة **** نادى بها سقراط والقدماء

ومشى على وجه الزمان بنورها **** كهان وادي النيل والعرفاء
الله فوق الخلق فيها وحده **** والناس تحت لوائها أكفاء***
والدين يسر والخلافة بيعة **** والأمر شورى والحقوق قضاء
الاشتراكيون أنت أمامهم **** لولا دعاوي القوم والغلواء

داويت متئدا وداووا طفرة **** وأخف من بعض الدواء الداء
الحرب في حق لديك شريعة **** ومن السموم الناقعات دواء

والبر عندك ذمة وفريضة **** لا منة ممنوحة وجباء

جاءت فوحدت الزكاة سبيله **** حتى إلتقى الكرماء والبخلاء

انصفت أهل الفقر من أهل الغنى **** فالكل في حق الحياة سواء

يا من له الأخلاق ما تهوى العلا **** منها وما يتعشق الكبراء

زانتك في الخلق العظيم شمائل **** يغرى بهن ويولع الكرماء

فإذا سخوت بلغت بالجود المدى **** وفعلت ما لا تفعل الأنواء

وإذا عفوت فقادرا ومقدرا **** لا يستهين بعفوك الجهلاء

وإذا رحمت فأنت أم أو أب **** هذان في الدنيا هما الرحماء

وإذا خطبت فللمنابر هزة **** تعرو الندى وللقلوب بكاء

وإذا أخذت العهد أو أعطيته **** فجميع عهدك ذمة ووفاء
يامن له عز الشفاعة وحده **** وهو المنزه ماله شفعاء

لي في مديحك يا رسول عرائس **** تيمن فيك وشاقهن جلاء

هن الحسان فإن قبلت تكرما **** فمهورهن شفاعة حسناء

ما جئت بابك مادحا بل داعيا **** ومن المديح تضرع ودعاء

أدعوك عن قومي الضعاف لأزمة **** في مثلها يلقى عليك رجاء
 
رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي فقد أبدع في هذه القصيدة التي مدح بها خير البرية صلى

الله عليه وسلم في ذكرى مولده ، وتعد هذه القصيدة العصماء من المعلقات في بابها ، حيث

اورد فيها أمير الشعراء من جميل المعاني وصافي الألفاظ ما بهر به العقول وجذب القلوب ، كما

أن القصيدة تفيض بصدق العاطفة وحرارة المشاعر ، وهذا دليل على مدى حب الشاعر للنبي

صلى الله عليه وسلم ، ونبينا العظيم فوق مدح المادحين فقد أثنى عليه رب العالمين من فوق سبع سموات فقال جل وعلا : ( وإنك لعلى خلق ٍ عظيم ) .

رحم الله أحمد شوقي ، وإني لأرجو أن يغفر الله تعالى له ذنوبه بصدق محبته وولائه للرسول

الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
كل عام وانتم بخير
مع تحياتى/
أحمد محمد هاشم

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

مشكور يا اخ احمد على مدونتك الرائعه

إرسال تعليق